مما يُحزن أن تجد الاختلاط بين الرجال والنساء في أهل الخير والصلاح، فأصبح عادي أنك تجد داعي شاب يجلس أمامه بنات وشباب ونساء في الصف الأول،
وأصبح ال event المختلط ثقافة عادية في وسط الناس، حتى أهل الدين فيهم، مع ما فيه من تبسط وضحك وإزالة للكلفة في بعض الأحيان، وأصبح عادي أنك تجد فريق مختلط (مجموعة أولاد وبنات) وهناك اجتماع أسبوعي بين أولاد وبنات في سن الشباب، لا تربطهم أي علاقة إلا الفريق.
لن أتكلم عن خبرات واقعية وكم مفاسد حدث من جراء الاختلاط، ولا أتكلم عمن دخل على واقع موجود لم يصنعه هو فقرر أن يحدث الناس عن ربهم، وهذا كان المتاح بالنسبة له،
وإنما أتكلم عمن فعل ذلك اختياراً، ومن داوم عليه، عمن صنع هذا، إنما اذكّر فقط بأن الله عز وجل قال في كتابه
﴿ وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ ﴾
ولن يسأل الرجل المرأة ولا المرأة الرجل إلا لضرورة أو احتياج حقيقي، ومع ذلك قال الله عز وجل (مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ)، يعني لو أنك الجأتك الظروف إلى السؤال فليكن من وراء حجاب.
فما بالنا لا نخشى على قلوبنا ولا نعتبر كلام ربنا ،
هل نحن أفضل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين نزلت فيهم الآيات ،أم أن بناتنا أطهر قلوباً من الصحابيات الجليلات ،أم أن العنصر البشري اختلف ،ف
لم يعد هناك انجذاب بين الرجال و النساء ،بل حتى في الصلاة والتي هي أعظم أعمال الدين وهي فرض على الجميع ،وفي أشرف بقاع الأرض المساجد ،سدّ النبي صلى الله عليه وسلم باب الاختلاط ،فكان يتأخر هو و الرجال حتى ينصرف النساء من المساجد ،
و لا يكون هناك اختلاط في الخروج من المسجد الذي هو مكان الصلاة ،و كان فيه الرجال يصلون و النساء يصلون من وراءهم.
عن أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، ومَكَثَ يَسِيرًا قَبْلَ أنْ يَقُومَ
قَالَ: نَرَى – وَاللَّهُ أَعْلَمُ – أَنَّ ذَلِكَ كَانَ لِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ
البخاري
الأخوات الفاضلات، ليس عندنا في الإسلام ما يسمى رجل دين، ولا محرم عام، ولا أصل ده شيخ، فكل المسلمين عندهم دين، والرجل الغريب سيظل غريب.
الشباب الأفاضل وفرق العمل الذين ينظمون الفاعليات والندوات، الأخوة الدعاة ربنا يبارك فيكم، لا تتساهلوا في أمر الاختلاط، فلا أحد فوق الفتنة، فالنساء هم النساء، والرجل يتأثر بصوت المرأة فما بالك بالجلوس أمامها ،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما تركتُ بعدي فتنةً أَضَرَّ على الرجالِ من النساءِ)
وقال صلى الله عليه وسلم (فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ؛ فإنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ في النِّسَاءِ)
من وراء حجاب، ثقافة الحياء، ثقافة العفة دين، التقوى أمر شرعي.